مدخل إلى تاريخ لبنان الحديث

يبدأ تاريخ لبنان الحديث من عام 1516 تاريخ بداية الفتح العثماني للبنان ويمتد حتى سنة 1915 تاريخ إنهاء امتيازات المتصرفية مع جمال باشا ليبدأ تاريخ لبنان المعاصر الممتد حتى يومنا هذا. في بداية الفتح العثماني نتوقف عند حدثين بارزين يذكرهما التقليد التاريخي المكتوب والمتوارث، الحدث الأول هو معركة مرج دابق التي انتصر فيها العثمانيون والثاني هو لقاء الأمراء اللبنانيين بالسلطان سليم الأول العثماني أو السلطان الأحمر. بعد هذه المحطة تبدأ مرحلة الإمارة المعنية في الشوف فتمتد من سنة 1516 حتى سنة 1697 – 1698 وتقسم إلى ثلاث مراحل الأولى تبدأ في القرن السادس عشر مع تولي الإمارة الأمير فخر الدين الأول وابنه قرقماز أبرز ما في هذه المرحلة استمرار الحرب بين الدروز ووالي دمشق أما المرحلة الثانية فهي مرحلة تمتد طوال فترة إمارة الأمير فخر الدين الثاني من عام 1591 حتى عام 1633 والمرحلة الثالثة والأخيرة تمتد من عام 1633 حتى عام 1698 وقد شهدت صراعًا حزبيًا ضاريًا انتهت بها الإمارة المعنية وبدأت الأمارة الشهابية التي دامت من عام 1697 حتى 1841 . هذا الانتقال كان نتيجة ما عرف بالميثاق الشهابي بين الأمير الشهابي والأعيان الدروز الذي حدد أصول تنظيم الحكم في الجبل.

يقسم تاريخ الإمارة الشهابية إلى خمس مراحل
المرحلة الأولى هي مرحلة التحولات امتدت من عام 1697 حتى عام 1775 من أبرز محطاتها موقع الأمير الحرج بين الحكم والحاكم ، معركة عين داره والقضاء على الحزب اليمني عام 1711 ، ظهور حزبين جديدين هما الجنبلاطي واليزبكي.
أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الصراعات والفوضى في الإمارة امتدت بين عام 1775 و1804 تميّزت بانفجار الوضع في الجبل وبروز أحمد باشا الجذّار ونزعة الاستقلال في عكا وانتهاء أزمة الجبل بوفاة الجذّار عام 1804 . أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة إصلاحات الأمير بشير الثاني وتمتد من عام 1804 حتى 1832 كالمحطة الأبرز في تلك الفترة إذ سجّلت وصول الحملة المصرية مع ابراهيم باشا إلى بلاد الشام وإلحاق الإمارة بالإمبراطورية المصرية. عام 1821 تاريخ عامية أنطلياس تحررت العامة من هيمنة الأعيان وبدأوا يدخلون في هيئة منظمة ثم التحق الأعيان بهم. في المرحلة الرابعة بدأت الهيمنة المصرية وامتدت من 1832 إلى 1840 وقد دعيت بالهيمنة لأن المصريين لم يحتلّوا الجبل عسكريًا. أما المرحلة الخامسة فهي مرحلة الثورة اللبنانية التي انلعت عام 1840 يوم ثار سكان المتن والجبل ضد المصريين. وإقالة بشير الثاني وتعيين بشير الثالث مكانه ثم انتهاء الإمارة الشهابية . أما المرحلة السادسة فهي مرحلة بشير الثالث تلاها مرحلة تعيين عمر باشا النمساوي عام 1841 - 1842 لحكم جبل لبنان واعتراض اللبنانيين من موارنة ودروز كما الدول الكبرى عليه ثم بدأت فترة نظام القائمقاميتين من عام 1842 إلى 1860 وقد مرّ في مراحل ثلاث. الأولى من عام 1842 حتى 1845 وقد شهدت تقاتلاً مسيحيًا درزيًا . الثانية من عام 1845 حتى 1859 تميّزت بإصلاحات شكيب أفندي والأخيرة من عام 1859 حتى 1860 تاريخ اندلاع الثورة الكبرى.
ثم بدأ عهد المتصرفيّة من عام 1861 حتى عام 1915. عرف لبنان فيه نظامًا فيدراليًا بين الطوائف إذ شارك كل الطوائف في نظامه. وامتد هذا الحكم حتى تاريخ خسارة السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.