السفير إيلي الترك

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى السفير إيلي الترك
من بيت دبلوماسي عريق شبابيكه مفتوحة على الشأن العام وأبوابه مشرعّة أمام زواره.
دبلوماسي الأقوال والأفعال، لبناني حتى الصميم، حمل لبنان في قلبه دومًا وفي ترحاله دائما، حيث حافظ على علاقات وصداقات مميزة مع كبار الشخصيات العربية والدولية.
ساعده في ذلك إتقانه التام للغات عالمية خمس.
من زحلة كانت البداية، المدينة التي أنجبت كبارًا توزعتهم هموم المجد.
إلى أن تجلى دوره الرائد كدبلوماسي بارز لدولة كولومبيا. فكان أن أمضى ست سنوات في مصر، كوزير مفوض وقائم بأعمال سفارة كولومبيا هناك. حيث كانت من ضمن مهامه تغطية الأردن وبعض الدول العربية والإفريقية.
انتقل بعدها الى لبنان ولست سنوات أخرى، وزيرًا مفوضًا وقائمًا بأعمال سفارة كولومبيا، شملت مهامه حينها سوريا وقبرص وبعض الدول الخليجية ومن ثم سفيرًا مكلفًا بمهمات اقتصادية في منطقة الخليج.
إنه السفير ايلي الترك صاحب الحضور المميز والشخصية المحببة تتوجها دماثة خلق عالية بشهادة كل من عرفه أو تعرف عليه.
تلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الأنطونية والتكميلية في الكلية الشرقية في زحلة. أنجز تحصيله العلمي في مراحله الاولى مجازا بالحقوق من الجامعة اللبنانية. تابع دورات في إدارة الاعمال في وفي العلاقات العامة والعلاقات الدبلوماسية في جامعة هامزيانا في بوغوتا - كولومبيا.
نشأ على الأسس الوطنية الجامعة في كنف عائلة وضعت كل امكاناتها في خدمة مجتمعها تحت سقف بيت لم يقفل بابه يومًا بوجه قارع.
تأثر عميقًا بشخصية عمّه الأمين العام الأسبق لوزارة الخارجية والمغتربين، السفير الراحل فؤاد الترك، رجل الاعتدال والقرارات الصعبة وعصب الوحدة الوطنية في الزمن العصيب، الممتلئ نبلا والفائض عطاء.
وهو الكبير الذي ترك فراغا في عالم الدبلوماسية اللبنانية.
بعد تخصصه الجامعي وفي بدايات نشاطه المهني احتل إيلي الترك مركزًا متقدمًا في دنيا الأعمال، ركنًا فاعلاً في مجموعة شركات كتانة، نائبًا لرئيس مجلس الادارة في نيويورك وعضوًا أساسيًا في مجلس إدارة عدد من شركات المجموعة، عرف فيها بسيد الحلول. فكانت مرحلة حافلة بالنشاطات الاقتصادية ذات الآفاق العالمية، منحته خبرة اتسعت مع الوقت، وشبكة علاقات اتقن استثمارها في دول عدة، مما ساعده في انقاذ المجموعة من تداعيات الاوضاع في بلدان عدة كايران والعراق ولبنان.
برز نشاطه على مستوى الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، منذ السبعينيات، فكان اصغر المشاركين سنا في مؤتمرات الجامعة في لبنان وباريس ممثلا المجلس الوطني للجامعة في كولومبيا.
كما شارك في مؤتمرات البرلمانيين المتحدرين من اصل لبناني، كعضو في الوفد الرسمي للبرلمانيين الكولومبيين.
عين وزيرا مفوضا وقائما بأعمال سفارة كولومبيا في مصر. وكانت ضمن نطاق صلاحياته دول عدة كالاردن وليبيا والعراق والسعودية والامارات العربية المتحدة.
انتقل بعدها، وفي العام 1994 الى لبنان بعد تعيينه وزيرا مفوضا وقائما باعمال سفارة كولومبيا في بيروت والتي تغطي دولا عدة منها سوريا وقبرص. فكانت تجربته الفضلى ممثلا لدولته في وطنه.
عين بعدها سفيرا مكلفا بمهمة التنسيق الاقتصادي بين كولومبيا ودول الخليج العربي حيث عمل باتقان على تشجيع التبادل الاقتصادي وتطوير العلاقات مما ادى الى استثمارات عملاقة لمجموعات خليجية كبرى القت الضوء على اهمية الاستثمار في كولومبيا. نال على اثرها تنويها مميزا من رئيس جمهورية كولومبيا الدكتور الغارو اوريبي. وكذلك وسام سان كارلوس من وزارة الخارجية الكولومبية بعد ان كانت له اليد الطولى في تبادل العلاقات الدبلوماسية بين دولة كولومبيا والامارات العربية المتحدة وذلك بافتتاح سفارة في ابو ظبي هي الاولى لكولومبيا في منطقة الخليج العربي.
تولى في العام 2015 تدريس مادة الدبلوماسية في جامعة الروح القدس الكسليك، بعد ان كان حط رحاله في وطنه الام لبنان كمستشار لوزير الخارجية والمغتربين، بعد ان انضم العام 2013، الى فريق عمل الوزير جبران باسيل مسؤولا عن مؤتمرات الطاقة الإغترابية والتي زاع نجاحها في لبنان وفي عالم الاغتراب ملقية الضوء على نجاحات الانتشار اللبناني، وتحت شعار لبنان حدوده العالم.
وهنا ظهر اهتمامه بربط لبنان بابنائه المنتشرين في ارجاء المعمورة وبرز من قلة قليلة حازت محبة الانتشار اللبناني.
تراه حاضرا في كثير من الزيارات التي قامت بها وفود رسمية الى خارج لبنان.
يتصف بحيوية كبيرة ومقدرة على ايجاد سبل لحل المشاكل الكثيرة مستغلا خبرته وعلاقاته وحضوره المميز.
كما وان مصداقيته واتساع شبكة علاقاته العامة صبت وتصب دائما في خدمة اللبنانيين المقيمين والمغتربين في العديد من النواحي. والواضح وضوحا انه في حياة السفير إيلي الترك ثوابت مقدسة، لعل في مقدمتها ذلك الالتزام بالقيم الاخلاقية والانسانية الجامعة التي عبر عنها بشكل عميق من خلال نشاطاته المتعددة ومسيرته الرائدة والمتنوعة فكان ان اجمع القاسي والداني على ثنائه وتقديره.
(إعداد: أنطوان فضّول)