السفير زيدان الصغير

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى السفير زيدان الصغير
سفير متقاعد ورئيس بلدية شحيم
كثيرة هي الألقاب والعناوين التي تلتصق باسم زيدان الصغير من سفير للبنان فوق العادة مطلق الصلاحية في بكين ، إلى المستشار القانوني لوزارة الخارجية إلى رئيس لبلدية شحيم وسواها.
مواقع عرف كيف يشغلها ويضيء من خلالها حضورًا وألمعية ونجاحًا.
من مواليد بلدة شحيم، في إقليم الخروب في جبل لبنان الجنوبي، البلدة التي تمتلك تاريخًا عريقًا ولا تزال أصداء الزلزال الذي ضربها في خمسينات القرن الماضي تهزّ وجدانية تاريخنا المعاصر.
حائز الإجازة في القانون من كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية.
مارس التدريس في المدارس الرسمية من 1967 لغاية 1972، قبل أن يدخل السلك الدبلوماسي لغاية إحالته على التقاعد في شهر كانون الأول 2011، متدرجًا في المواقع من ملحق إلى سفير.
تولى خلال أربعين عاما مناصب عدّة أبرزها، سكرتير وقنصل في السفارة اللبنانية في الكويت من 1974 لغاية 1979، وفي السفارة اللبنانية في الجزائر من 1979 لغاية 1982.
في العام 1982 رقي إلى رتبة مستشار وعين معاونًا لمدير الشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية واستمر في هذا المنصب لغاية 1985، تاريخ انتقاله إلى تركيا بصفة قنصل لبنان العام في اسطنبول من العام 1985 لغاية 1992 وحضر بهذه الصفة وكعضو في الوفد الرسمي للبنان، جميع الاجتماعات التي كانت تعقدها منظمة المؤتمر الإسلامي التي سمّيت لاحقًا بمنظمة التعاون الإسلامي. وقد سمّي عميدًا للسلك القنصلي المعتمد في اسطنبول اعتبارا من 1989 بسبب أقدميته.
من 1992 لغاية 1994 ترأس الدائرة القنصلية في وزارة الجارجية. ومن 1994 ولغاية 1999 عُيّن سفير لبنان في كوبا، ومن 1999 ولغاية 2003 سفير لبنان في الصين وفي نفس الوقت سفير لبنان غير المقيم في كوريا الشمالية.
من 2003 ولغاية 2007 ترأس مركز الإستشارات القانونية في وزارة الخارجية، وشارك في أكثر من مرة في وفد لبنان إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
من 2007 ولغاية 2011 اعتمد سفيرًا للبنان لدى مملكة هولندا، ومن 2008، لغاية 2011 ممثل لبنان الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومقرها لاهاي في هولندا.
حائز عددًا وافرًا من الأوسمة والميداليات والدروع وشهادات التقدير والتنويه الوطنية والعربية والدولية.
ساهم من موقعه الدبلوماسي، في تظهير الصورة الحقيقية للبنان وفي توحيد الجسم الاغترابي وتنشيط الدورة الاقتصادية.
دبلوماسي فذ، صدّرته بلاد الأرز شتلة يانعة ووجهًا كريمًا، غارفًا من معاجنها العطاء بسخاء وبروح المسؤولية.
في العواصم الدولية، مثّل وطنه خير تمثيل عاقدًا أطيب العلائق مع كبار القادة العالميين، ووطّد أواصر الصداقة المتينة التي عادت بالنفع العميم على لبنان، كما أرست الأسس التي قلبت مقاييس التعاون. وهو بذلك يعتبر من الوجوه التي أسهمت بالبنيان لدور تمثيلنا في العالم، تاركًا في الحقلين الدبلوماسي والإغترابي بصمات نيّرة من الحضور والنجاحات.
يختزن في عقله النيّر، مشاهد وخبرات وأفكارًا رصدها خلال تجوله المتكرر في معظم الدول الكبرى والمتقدمة.
إنتخب رئيسًا لبلدية شحيم في حزيران عام 2016، فحمل كل مشاهداته العالمية إلى منطقته، عاملاً على إفادة مجتمعه منها في خطوة نحو مواكبة العصر والسير به في طريق التمدن والرقي والإصلاح.
بعد انتخابه رئيسًا للبلدية عكف على تنفيذ برنامج إنمائي شامل للبلدة وجهد شخصيًا ورغم ضيق الوقت الذي تفرضه عليه مسؤولياته الكثيرة وأعماله الزاخرة، على ممارسة واجباته كرئيس على أكمل وجه، وكانت لافتة درجة اهتمامه بمتابعة كل الملفات والقضايا حتى بدت كأنها تخصّه شخصيًا.
نجح في معالجة أزمة النفايات بطريقة علمية.
تواصل مع الجهات الدولية المانحة، وطرح أمامهم مشروعًا طموحًا لبناء مدينة رياضية بكلفة تتجاوز التسعة ملايين دولار بدعم من وزارة الشباب والرياضة ثم رفعه لدولة رئيس مجلس الوزراء سعد الدين الحريري. وقد عُرض المشروع على مؤتمر سيدر وسيتضمن إنشاء ملاعب متنوعة وفندق صغير لاستضافة الفرق الأجنبية.
حصل من برنامج الأمم المتحدة للتنمية على مساعدة إلى معهد شحيم المهني بقيمة 150 ألف دولار لتجهيز وتحديث المختبرات.
وفي الإطار ذاته حصل على دعم دولي لتميل مشروع بناء مدينة كشفية ( قيد التنفيذ) بكلفة تتجاوز ال250 ألف دولار، وكذلك حصلنا مؤخرا على مساعدة مالية من الأمم المتحدة لقطع وتشحيل الأشجار التي يمكن أن تعرض للخطر السلامة العامة ويستمر المشروع مدة أربعة أشهر مع تشغيل يد عاملة لأكثر من مائة شخص.
كما نجح في إنشاء بنى تحتية جديدة متنوعة عالج من خلالها الصرف الصحي وبلغت طول شبكة الصرف الصحي المستحدثة أكثر من 24 كلم أي ضعف المساحة السابقة، وغيرها من الأولويات.
عمد على تفعيل المعالم السياحية في بلدته لاسيما القصر الروماني التاريخي والمقامات الدينية الأثرية وأبرزها الكنيسة البيزنطية وسواها من المعالم السياحية والأثرية والثقافية.
وهو يعمل اليوم على مشروع بناء القصر البلدي الجديد وتجهيزه بالتكنولوجيا الحديثة.
في مسؤولياته وحضوره وعمله، عكس صورة الإداري الحكيم والمسؤول الهادئ والرصين. تتوّج الواقعية أفكاره، وقد تعاطى مع الناس على قدم المساواة.
يكاد يحصد زيدان الصغير رضى جميع الأهالي من كبيرهم إلى صغيرهم. علمًا أنّه من القلّة في لبنان الذين ترتفع نسبة مؤيديهم وبشكل مستمر وعلى وتيرة تصاعدية وعن قناعة تترسّخ يومًا بعد يوم.
يحبونه لأنه ناجح ومتزن ومبدع وحكيم ولأنه قريب من الجميع ولأنه أيضًا يعرف أين تكمن العلل ويعرف كيف يعالجها ويمحو آثارها.
"حقًا، هو يستحق"!
(إعداد: أنطوان فضّول)