شارل مالك وشرعة الحقوق
الى كونه أوّل سفير ومندوب دائم للبنان لدى الأمم المتّحدة, يُعتبر الدكتور شارل مالك أحد واضعي الاعلان العالمي لحقوق الانسان. وقد ترأّس في خريف سنة 1948, مع دخول هذا الاعلان مراحله النهائيّة المصيريّة, ثلاث لجان كبرى: انتخب مقرّراً لمفوضية حقوق الانسان, ثمّ رئيساً للمجلس الاقتصادي والاجتماعي, فرئيساً للجنة الثّالثة التّابعة للجمعيّة وتبنّي اعتمادها, قبل عرضها للتّصويت في الجمعيّة العامّة.
شكّلت لجنة الأمم المتّحدة لحقوق الانسان اليه فرصة استثنائيّة للمشاركة في صياغة الاعلان العالمي لحقوق الانسان كأستاذ في الفلسفة, ومن ثم كدبلوماسي. ولعلّ تتلمذه على أيدي ألفرد نورث وايتهيد في هارفارد (1932) ومارتن هايدغر في ذلك الحين, كان له أثره في انجاز هذه المهمّة.
في 4 شباط 1947, اقترح مالك مبادئ أساسيّة أربعة لارشاد عمل اللّجنة:
1- تقدّم الانسان بما هو على أي مجموعة ينتمي اليها, اكانت الطّبقة أو العرق أو الوطن أو الأمّة.
2- عدم جواز التّعرّض الى عقل الانسان وضميره كونهما أكثر ما فيه قداسة.
3- كل ضغط اجتماعي هو خطأ, سواء كان مصدره الدّولة أو الدّين أو الطبقة أو أي مصدر آخر.
4- المجموعات كالأشخاص تبقى عرضة لارتكاب الخطأ, ويبقى الانسان بما يمتلكه من عقل وضمير الحكم الصّالح على صحّة الأمور وبطلانها.