بتوقيت لبناني سوري

كتب أنطوان فضّول:
في خطوة دبلوماسية بارزة، وصل وفد سوري رفيع المستوى إلى بيروت في مطلع سبتمبر 2025 لإجراء مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين حول مجموعة من القضايا الثنائية التي طالما شغلت العلاقات بين البلدين.
تركزت اللقاءات على ملف المعتقلين والمفقودين السوريين في لبنان، حيث سلّم الوفد اللبناني نظيره السوري لوائح بأسماء الموقوفين السوريين، في حين طلب الجانب السوري من الجانب اللبناني تزويده بقائمة مفصّلة بأسماء المفقودين اللبنانيين في سوريا، بهدف تتبّع أثرهم.
وقد ترك هذا التبادل انطباعًا لدى الطرفين بوجود نية جدية لإحداث اختراق فعلي في هذا الملف، رغم التحديات القائمة.
كما ناقش الجانبان سبل تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، مع تأكيد المسؤولين اللبنانيين على ضرورة التنسيق بين الحكومتين لضمان عودة آمنة وكريمة.
وتطرقت المباحثات إلى ملف الحدود المشتركة، خصوصًا في المناطق التي تشهد نشاطًا واسعًا للتهريب، واتفق الجانبان على تعزيز التعاون الأمني لضبط الوضع الحدودي.
وفي خطوة غير مسبوقة، طلب الجانب اللبناني من دمشق تقديم معلومات حول الاغتيالات السياسية التي طالت شخصيات لبنانية بارزة خلال فترة الوجود السوري السابق في لبنان، وأبدت السلطات السورية تجاوبًا مع هذا الطلب، مما يعكس رغبة في معالجة القضايا العالقة بروح من الشفافية والتنسيق المشترك.
وفي تصريح له بعد لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون في الثاني من تشرين الثاني، أوضح نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري أنه أطلع الرئيس على حصيلة الاجتماعات اللبنانية-السورية، مشيرًا إلى أن هذه المحادثات من شأنها أن تُسهم في توطيد الثقة في العلاقات بين البلدين، وأن مختلف الملفات قيد الدراسة لمعالجتها، لا سيما موضوع الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، إضافة إلى البحث في إمكانية وجود لبنانيين في السجون السورية.
وأكد متري أنه طلب من الرئيس توجيهاته بشأن تمثيله في القمة العربية-الروسية الأولى المزمع عقدها في موسكو منتصف الشهر الجاري، مشيرًا أيضًا إلى أن جلسة مجلس الوزراء المقبلة ستستمع خلالها إلى قيادة الجيش حول التقرير الشهري المتعلق بحصرية السلاح، وسط أجواء ثقة قائمة بين الحكومة ورئيس الجمهورية.
تُعد هذه المباحثات خطوة هامة نحو تعزيز التعاون بين لبنان وسوريا، وتُظهر رغبة الجانبين في معالجة الملفات العالقة بروح من الشفافية والتنسيق المشترك، بما يعكس حرصًا على استقرار المنطقة وتقوية العلاقات الثنائية.