الرئيس جوزاف عون: لبنان لن يسمح بتدخل أي طرف في شؤونه

كتب أنطوان غضّول:
في مقابلة حصرية مع قناة العربية – الحدث، شدد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون على ثوابت لبنان في علاقاته الخارجية، مؤكداً أن إيران هي دولة صديقة ولكن على قاعدة الاحترام المتبادل وحفظ السيادة، داعياً طهران إلى أن توسع دائرة صداقتها مع كل مكونات المجتمع اللبناني لا لفئة واحدة.
وأضاف: "لبنان لا يتدخل في شؤون أي دولة، ولكنه بالمقابل لا يقبل أن يتدخل أحد في شؤونه الداخلية".
وتطرق الرئيس عون إلى الورقة الأميركية التي حملها الموفد توماس براك، موضحاً أن لبنان وضع ملاحظاته عليها فأصبحت ورقة لبنانية، مشيراً إلى أنها لا تصبح نافذة قبل موافقة كل من لبنان وسوريا وإسرائيل عليها، ومؤكداً مبدأ "خطوة مقابل خطوة".
وكشف أنه كان أمام خيارين: إما الموافقة على الورقة وترك مسؤولية التنفيذ على المجتمع الدولي، أو رفضها ما يعني تعرض لبنان لمزيد من العزلة والاعتداءات الإسرائيلية.
وقال: "إذا كان لدى أحد خيار ثالث يضمن الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الأسرى وترسيم الحدود وإنعاش الاقتصاد، فليطرحه".
وفي ما خص سلاح حزب الله، شدد على أنه شأن داخلي تعالجه المؤسسات الدستورية، لافتاً إلى أن اتفاق الطائف وخطاب القسم والبيان الوزاري جميعها أكدت على حصر السلاح بيد الدولة، ومضيفاً: "لا أعتقد أن أحداً في الدولة لديه مشكلة مع هذا المبدأ".
ورداً على الاتهامات التي تقول إن الرئاسة تنقل لبنان من محور إلى آخر، قال: "همي ليس المحاور، بل أن يفك لبنان عزلته ويحقق الأمن والاستقرار والازدهار.
لا طموحات سياسية أو انتخابية لدي، بل همّ لبنان أولاً، ومعالجة ملف الاحتلال في الجنوب وترسيم الحدود مع سوريا".
وعن العلاقة مع دمشق، أكد أن التنسيق الأمني والعسكري قائم، مثمناً الرد السوري على الملاحظات اللبنانية بشأن الورقة الأميركية، وموجهاً الشكر إلى السعودية على جهودها في تفعيل هذا التنسيق.
وكشف أن لبنان بانتظار موفد سوري لتطوير العلاقات نحو مستويات أوسع.
وفي الشق الداخلي، أشار إلى أن الحكومة أنجزت خطوات إصلاحية خلال ستة أشهر، شملت قوانين مالية ومصرفية وتعيينات قضائية وإدارية، مؤكداً أن هذه الإجراءات ستعيد الثقة بين الدولة واللبنانيين وبين لبنان والخارج، كما ستضمن إعادة أموال المودعين.
وقال: "لسنا دولة مفلسة، بل دولة منهوبة، والفساد كان السبب الأساس في ما وصلنا إليه.
المحاسبة بدأت ولن يكون هناك غطاء على أحد، بدءاً مني شخصياً".
وعن دور المملكة العربية السعودية، أعرب الرئيس عون عن امتنانه لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مثمناً جهوده من أجل تثبيت الاستقرار في لبنان ودفع المنطقة نحو السلام، مؤكداً أن لبنان سيبقى ضمن الإجماع العربي وملتزماً مبادرة السلام العربية.
وجدد رفض لبنان المطلق لتوطين الفلسطينيين تحت أي ظرف أو مقابل أي إغراءات مالية.
وختم رئيس الجمهورية بالتشديد على أن لبنان سيعود شرفة العرب، بمساعدة أشقائه العرب وبإرادة أبنائه، قائلاً: "التغيير بدأ وهو ملموس، وسنستمر ولا عودة إلى الوراء".