المقالة التاسعة والعشرون
صخب وضوضاء يخرجان من شاشات التلفزة، يجتاحان خصوصياتنا، يقتحمان منازلنا ومكاتبنا، يثيران غرائزنا بما يبثّانه من سم المواقف المتخلفة الحاقدة
أراء متطرفة تتسابق قنوات البث المباشر وغير المباشر على استضافتها، تشجّعها على نشر البغضاء والتطرّف ورفض الآخر
أما حان الوقت أن نفقه الأهم في حياتنا
هل التباري حول الدين الأصح أو الأفضل هو الأولوية، أم توسيع رقعة الخير وتفعيل خطوات الخدمة وتعزيز مبادرات المحبة ومساعدة الفقراء والمظلومين والمنكوبين والمتألمين هي ما يجدر أن تحتل عندنا الأولوية
حان الأوان أن نُشفى من هذا الداء الفتّاك، مرض العنصرية والأنانية الطائفية، بدواء التسابق على تقديم الخير للناس ونشر ثقافة السلام والاخوة بين البشر
لم يترك الإعلام شأنًا مقدسًا إلا وأذلّه وأهانه
تدهور في الصحافة، وفي الظاهر، ادعاء بالإنسانية والمعرفة الموضوعية، وفي الواقع إذلال وتضليل وتشويه للحقائق وتضخيم للواقع
رياح شتوية ممطرة في الساحل ومثلجة على الجبال تتحول عبر مجهر الإعلام عواصف لها أسماء وألوان تلامس الأساطير والملاحم
سباق محموم على نقل الخبر، وجذب المشاهد
تحليلات بعيدة عن الحقيقة، تنبع من تخيلات فكر يدّعي المعرفة والإطلاع
هو الإعلام يتخبط اليوم في الفراغ والإنحطاط والفشل
والصحافي الملتزم والرصين بات عملة نادرة في ما أطلق عليه يومًا إسم السلطة الرابعة
(بقلم: أنطوان فضّول)