عصام زينون
في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى الأستاذ عصام زينون رئيس بلدية بياقوت
والده طانيوس زينون ووالدته وردية زينون.
متأهل من ندى إدوار زينون ولهما ثلاثة أولاد: رالف ورودي وإدوار.
شبّ في كنف عائلة مؤمنة تعيش حياة هانئة في منطقة تستعد لدخول القرن العشرين بثقة واندفاع، ونشأ في خدمة بلدته وعائلاتها، وهو في ملاك موظفيها منذ العام 1996. كما لعب دورًا في خدمة عائلته آل زينون.
علميًا، درس التاريخ في الجامعة اللبنانية، وسياسيًا نشط في حزب الكتائب.
يتحلى عصام زينون بصفات جعلت منه مصدر ثقة، فهو هادئ، حكيم، حيوي، يمتلك نبعًا من المشاريع لا ينضب، ويشجع كل مبادرة.
تاقت البلدة لوحدة عائلاتها وتعاون جميع الفئات فيها، فاستقر الرأي على أن يتولى رئاسة بلديتها وجهٌ يجمع إلى الحكمة والصيت الحسن والمقدرة الإدارية، محبةَ الجميع والالتفافَ حوله والتعاونَ معه. فإذا بالخيار يقع على الأستاذ عصام زينون. فانتخب رئيسًا لبلدية بياقوت للمرة الأولى في العام 2012 وأعيد انتخابه في العام 2016، حيث مسيرة نهضة البلدة انطلقت لتُحوّلها إلى ياقوتة الساحل اللبناني وقلب المتن الشمالي، تجمع بين دفء الطبيعة وحيوية العصر والتمدن وتحتضن من مختلف الأطياف التي يتشكل منها نسيج الشعب اللبناني.
منذ 2012 وهو في حركة لا تتوقف، يتابع قضايا أبناء بياقوت وكل الأنشطة، يلاحق تنفيذ المشاريع الإنمائية ويشرف على حل القضايا ويسهّل أمور الناس.
أللافت أيضًا ذاك التعاون المتين بين رئيس البلدية ومجلسها واللجان المنبثقة عنها وعموم أهلها فهو يزداد رسوخًا يومًا بعد يوم، ويثمر نهضة غير مسبوقة في تاريخ البلدة الشامخة على هضبةٍ، طبيعتها ساحرة، موقعها مميز، مناخها معتدل في محيط جبلي أخضر.
لقد قام المجلس البلدي برئاسة عصام زينون وبالتضامن معه بإنجازات غيّرت معالم البلدة العريقة وزادت في جاذبيتها.
قبل انطلاقة ولايتي المجلس البلدي، كانت البلدية في حالة ركود وشلل ...
إشكاليةٌ، عقد العزم على معالجتها معالجة جذرية، وقد نجح في نهاية المطاف في مسعاه. فإذا بالبلدية تستعيد عافيتها ورونقها ودورها. وإذا بحركة النمو تنشط من جديد لتبشر بمستقبل واعد، سرعان ما بدأت تلوح تلاوينه في الأفق.
على يديه تشهد البلدة نموًا متواصلاً في كافة المجالات الديمغرافية والعمرانية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية وتستقطب من كل أنحاء لبنان والعالم العربي زوارًا سرعان ما يتحولون مقيمين ثابتين. وهي اليوم تحتضن شخصيات ومراجع سياسية ودبلوماسية وقضائية واجتماعية ورجال مال وأعمال وآلاف العائلات الوافدة إليها للسكن في ربوعها والعمل في مؤسساتها.
تعيش البلدة حاليا تحولاً جذريًا على كافة الأصعدة وبخاصة بنيتها التحتية، طرقها، أقنيتها، أدراجها، شبكات الصرف الصحي، الإنارة، الري.
حرص زينون على توفير شبكة الطرق الحديثة وتأمين سهولة التنقل منها وإليها وتأمين الإنارة الكهربائية 24/24، وتجهيز البنى التحتية.
تواكب البلدة نهضة عمرانية ضخمة تواكبها البلدية بتحولات إنمائية وتسهيلات إدارية وتوسيع للطرقات وتأمين للإنارة وأقنية الصرف الصحي وتسهر على حفظ الأمن والسلامة والإنتظام العام، حيث أنّ فيها نظامًا أمنيًا مهمًا من حيث المراقبة بالكاميرات الراصدة مع مركز خاص مجهّز لهذه المهمة وغرفة عمليات للشرطة.
أمّن زينون حاجات البلدية من حيطان دعم وإسفلت وأخضع البنى التحتية للصيانة الدورية والدائمة وأشرف على ورشة عمل إنمائية شاملة في معظم أنحاء بياقوت.
أجرى عملية تأهيل ضخمة لمدخل بياقوت الأساسي مرورًا بشارعها الرئيس حتى وسط البلدة.
بالإضافة إلى توسيع الشوارع وتزفيتها وإعادة تأهيل الحيطان الحجرية المصقولة وشق مداخل جديدة للبلدة وتعبيد طرقاتها الداخلية الحديثة والقديمة وتجهيز المنتزهات للمشاة ولممارسة الهوايات الرياضية والبيئية ونشر إشارات المرور والسير على كافة الطرق وترميم الكنائس الأثرية. وبمسعى منه دخلت البلدية عصر الإنترنت ونشط موقعها الإلكتروني.
أنشأ أقنية لمياه الأمطار وسقفها بالباطون واهتم بالنظافة ووضع حلاً عمليًا للنفايات ضمن النطاق البلدي ونشر غرف خيم للإنتظار على عدد من الطرق.
ساعدت سياسته الإنمائية في جذب المستثمرين إلى البلدة وإقامة شخصيات وعائلات مرموقة فيها إختلطوا بنسيجها الإجتماعي.
ثقافيًا، تضاعفت الندوات والحلقات العلمية ورُصدت الاحتياجات التربوية وتمت متابعتها.
إجتماعيًا، طاولت البرامج مختلف فئات المجتمع ولامست كل الحاجات بما فيها الصحية والإنسانية.
إحتل الواقع الإجتماعي حيّزًا كبيرًا في نشاطه فإلى المساعدات المالية رافق الطلاب في مدارسهم وجامعاتهم وساند أرباب العيل واهتم بذوي الإحتياجات الخاصة والمسنين. وأنعش الجمعيات الأهلية والمنتديات والأوقاف الدينية، وكثّف النشاطات الإجتماعية والثقافية والتربوية والصحية.
تحرص بياقوت اليوم على رونق هندستها التراثية التي تجمع بين روح العصر والحداثة والتراث والأصالة، وقد اهتم الرئيس زينون بالبيئة في بلدة شهيرة بأحراجها وبيوتها التقليدية. حافظ على غاباتها وزاد من مساحاتها الخضراء. قام بحملات تشجير دورية وألزم أصحاب رخص البناء بزرع الأشجار. حافظ على النظافة البيئية وكافح النفايات والخرضوات، ومنع أي تشويه للثروة الحرجية. رش المبيدات في الشوارع والساحات والأحراج وكافح الأمراض الزراعية والكيميائية. وبعد استكمال شبكة البنية التحتية حفّز الإستثمار في البلدة ورسم استراتيجية اقتصادية شجعت الإستثمارات وأنعشت الأسواق التجارية وقطاع الصناعة، حيث أن منطقة بياقوت الصناعية في نهر الموت تتشارك بها جغرافيًا مع جاراتها جديدة المتن والزلقا وروميه والفنار، وقد اكتسبت شهرة واسعة. فيها أهم المصانع اللبنانية وأرقى العلامات التجارية.
وبلدة بياقوت تلعب دورًا محوريًا في السياحة الدينية لاحتوائها ذخيرة الطوباوي أبونا يعقوب الحداد الكبوشي، إضافة إلى مزار الأم الحزينة – شفيعة بلدة بياقوت ومحيطها - وانتشار المراكز الدينية فيها من أديار وكنائس ومساجد إلى جانب المدارس ومراكز التدريب المهنية والصيدليات والعيادات الطبية ومكاتب المهن الحرة. والرئيس زينون ينشط كي تتحوّل بياقوت مدينة نموذجية بالتعاون مع المجلسين البلدي والإختياري والمراجع الدينية والإجتماعية والسياسية والإدارية والمؤسسات التربوية ورجال الأعمال.
من جهة أخرى، يعمل على إنشاء مشروع المجمع البلدي الإنمائي وإنشاء حديقة عامة بالقرب منه ومرآب للسيارات تحت الأرض وناد للشباب وقاعة اجتماعات لاستقبال النشاطات الثقافية ومكتبة عامة مجهزة بالكومبيوتر ومخازن للبلدية وصالة للرياضة ومستوصف ومركز للدفاع المدني ومكتب للخدمات الإنمائية ومراحيض عامة وغيرها.
شارك الرئيس عصام زينون في مؤتمرات محلية وعربية ودولية ذات صلة بالنشاط البلدي والتنمية البشرية، وواكب مؤتمرات إستضافتها باريس وبورتو وليشبونة وأثمرت إتصالاته الدولية إنتسابَ بياقوت إلى الاتحاد العالمي للمدن والتحضيرَ مع بلديات أجنبية لاتفاقيات على مشاريع توأمة وتعاون ثقافي وسياحي.
في جعبة رئيس البلدية مشاريع جمّة ينوي تحقيقها، ساعياً من خلالها الى جعل بلدته ساحة وفاق ووئام، يرتع أبناؤها وسكانها في بحبوحة العيش والهناء والسعادة، واستتباب الأمن.
ملحق:
مزار "الأم الحزينة" في بياقوت
يقع مزار الأم الحزينة، السيدة العذراء، في أعالي بياقوت. يؤمّه المتعبدون بلا انقطاع يوميًا من مختلف المناطق وبنوع خاص يوم اثنين الفصح، عيد تهنئة السيدة العذراء بقيامة ابنها يسوع، فيتقاطر الناس بالآلاف منذ إطلالة الفجر حتى المساء ومعظمهم يصعدون الرابية سيرًا على الأقدام ومنهم من يمشي حافي القدمين فيؤدون أمام صورة العذراء ومغارتها فروض التقوى والعبادة والنذور ثم يأخذون نشوة أفراحهم طول النهار في الأحراج المجاورة.
وتاريخ مزار الأم الحزينة بدأ مع الراهب الأنطوني يوسف البعبداتي الذي كان خادمًا لرعية السيدة في بياقوت العام 1917. فهو وجد صورة قديمة للسيدة العذراء في أحد بيوت بياقوت الذي هجره أصحابه وهاجروا إلى أميركا بسبب الجوع في الحرب العالمية الأولى 1914. ونقلها إلى الحفار حيث هي اليوم، لمباركة أعمال أهل بياقوت الذين كانوا يستخرجون منه الحجارة لسطوح بيوتهم وتوسيع داراتهم. وكان هذا الحفار قد اتخذ شكل المغارة.
صار الراهب المذكور يقصد هذا المكان لصلاة فرضه الكهنوتي، عند العصر، أمام العذراء.
حفاظًا عليها نقلها بعد مدة إلى كنيسة الرعية. لكن في اليوم التالي لم يجد الصورة في الكنيسة بل وجدها في الحفار كما كانت قبلاً. فأعادها مجددًا وحصل نفس الشيء. عندها اعتقد أن أحدًا ينقلها خفية، فأعادها للمرة الثالثة وربطها بسلاسل حول مذبح الكنيسة وبينما هو نائم في الليل، تقول الروايات الشعبية، ظهرت له الأم الحزينة في الحلم وقالت له "كان بإمكاني أن أعود كما عدت سابقًا، لكنني أردت أن أفهمك بأن عليك أن تزداد إيمانًا". فأفاق من نومه وقضى ليلته ساهرًا يفكر ويصلي وعند الصباح أسرع إلى الكنيسة وأرجع الصورة إلى مغارة الحفار ثم انتقلت خدمته لرعية أخرى وبقيت صورة الأم الحزينة في المغارة.
ولما حان موسم القز كانت بعض النسوة من جل الديب يجمعن الشحيم قرب المغارة لاستعماله، وهو ينبت بكثرة في ذاك المكان، فرأين الصورة في المغارة لكن الشوك والعليق كانا يسدّان الباب فعدن إلى بيوتهن. وفي تلك الليلة أصيبت إحداهن بألم في عينيها فطلبت من السيدة العذراء صاحبة الصورة أن تشفيها فاستجيب طلبها. وعند الصباح أتت مع أحد العمال ونظّفت المغارة وبنت لها حائطًا حجريًا وراحت تبشر في محيطها بسيدة بياقوت حتى ذاع صيتها وتحولت مغارة الأم الحزينة إلى مزار يؤمه المؤمنون من كل صوب ويشهدون للعجائب التي تتم فيه على يد العذراء مريم. وحتى اليوم لا يمكننا أن نحصي العجائب التي تمت وتتم في هذا المزار بشفاعة الأم الحزينة. يكفي أن نقرأ ما علق على جدران المعبد من لوحات الشكر أو أن نجلس مدة في هذا المعبد فيتقوى إيماننا. إذ نرى كم استجابت الأم الحزينة للطلبات وكم شفت من مرضى وكم أفرجت عن صدر كئيب أو كسير من كافة الطوائف والمذاهب والمناطق ومن خارج لبنان.
من الجدير ذكره، أن المراجع الرسمية في الكنيسة المارونية لم تتبن حتى اليوم الروايات الشعبية حول عجائب الأم الحزينة.