صخر عازار وبلدية عرمون

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى الأستاذ صخر عازار رئيس بلدية عرمون
ثلاثة عناوين تختصر مسيرة صخر عازار: غوص في عالم الإعمار والإنماء والصناعات الراقية، تجوال في دنيا العطاء الوطني السخي، حضور حيوي في بلدته، مسقط رأسه، ومحيطه الجغرافي وقضايا مجتمعه الكسرواني وبيئته المسيحية المارونية.
ثالوث ضخّ من خلاله إلى مجتمعنا اللبناني روح النهضة والتنمية والعصرنة.
أمضى طفولته في بلدة عرمون الكسروانية. ترعرع في بيئة عذراء اغتنت بتقاليدها الأصيلة.
عرف كيف يَتَطَبَّع مع هذه الخصوصية الجغرافية.
في مراجعة موضوعية لنشاطه المتواصل على امتداد العقود الأخيرة، نكتشف مدى تشعب اهتماماته وتنوّع مسؤولياته وحضوره المحوري في الكثير من القطاعات.
لم تكن عرمون وحدها، بما تمتلكه من قيم وأصالة ووفاء للكنيسة المارونية، الإطار الذي صقل فكره وقلبه، بل ذاك التمرس على الانضباط وحب الحياة والتغلب على الصعاب وتلك التنشئة الروحية العميقة التي تلقاها منذ الصغر في أسرة مؤمنة ومنزل قريب من كنيسة الرعية.
مشهدية أنعشت روحه وجعلته ينمو بالقامة والنعمة والحكمة حتى صارت مع توالي السنين محور ثبات حياته المتنقلة والمتحولة.
متأهل من مايا بيطار، لهما ثلاثة أولاد: سمير وسافيو وستيفانو.
رجل أعمال ناجح، دخل عالم الأعمال من بوابة شركة سمير عازار وأولاده المتخصصة في حقل صناعة البلاط والسيراميك والحجر المصقول.
واللافت في صناعته أنها ساهمت في تطويع معالم الحضارة الدولية مع الذوق اللبناني الأصيل، حيث ولدت من رحم نشاطه صروح دخلت عالم الرقي وتربعت على قمة الإبداع الإنساني المعاصر، بعد أن تميّزت بدقة التصاميم وروعة المشهدية الخارجية والقدرة الإعجازية على ترجمة الفخامة والروعة والذوق الرفيع، في إطار هندسة تكاملت أجزاؤها وتناغمت.
لقد تسابق أرباب الهندسة على التعاون مع صناعته لإنتاج تصاميم هندسية جمالية تحاكي الإعجاز بإبداعاتها.
فهو في نطاق عمله اكتسب إلى الخبرة والمعرفة والمواكبة الميدانية لتقنيات العصر وحداثة العلوم، ثقة عالم الهندسة بعمقها الدولي.
تكمن عالميته في تلك القدرة الاستثنائية على توحيد روح العصر بخصوصية التراث والإرث الثقافي.
الواضح في منتوجات معامله، بشكل خاص، ذاك الدفء المتفاعل مع الجمال البصري والسمعي واللمسي والمتعانق مع بوتقة الفنون الجميلة والأشكال الهندسية المتقاطعة.
إلى ذلك له اليد الطولى في إطلاق العديد من المشاريع التي أزهرت عمرانًا في المنطقة الكسروانية.
على مستوى الإقتصاد الوطني، إنتخب عضوًا في مجلس إدارة جمعية الصناعيين اللبنانيين فواكب هموم الصناعيين والمزارعين والتجار، لاحق انشغالاتهم وتحرك معهم في سبيل تخطي تداعيات سلسلة الأزمات التي يتعرضون لها أسوة بجميع اللبنانيين.
كثيرة هي المحطات التي يجدر بنا التوقف عندها في مسيرة صخر عازار. فهو لم يرض البقاء على هامش الحياة، بل أخذ المبادرات وشارك في صنع قرارات أسست لحالة وطنية مقاومة تجلّت في التزامه الحزبي واندفاعه في قضايا حملت لواءها القوات اللبنانية منذ فجر تأسيسها ولا تزال.
لعقدين من الزمن، اقترن اسمه بحزب القوات اللبنانية حيث انتسب إلى صفوفه، مواكبًا عبور لبنان نفق الحرب، ناشطًا فيه، متنقلاً من مسؤولية إلى أخرى أكثر تعقيدًا وأشد التزامًا، حتى بات اليوم مكتنزًا خبرة واسعة في التعاطي بالشأن الداخلي، ومتطلعًا إلى تمتين أسس قيام الدولة المستقلة وتطوير مفهومها وأدائها وتصحيح العلاقة بين الحاكم والمحكوم وتتويجها بالشفافية والموضوعية والتمثيل الصحيح.
بخط مواز، أحب بلدته عرمون منذ نشأته حبّاً عميقاً وتربّى على خدمة أبنائها والتضحية في سبيل مستقبلها وعمرانها وازدهارها.
إلى كونه أحد وجهائها، برزت لمسات يده البيضاء المعطاءة فيها من خلال العديد من معالم النهضة العمرانية والإنمائية...
إنتخب رئيسًا للبلدية في السنة 2016، فحمل إليها روح العصر وأفكارًا رائدة تلمستها البلدة على مختلف الأصعدة.
حرص على إعطاء عرمون هوية خاصة وتظهير تميّزها في فتوح كسروان.
يعاونه مجلس بلدي متضامن ومنسجم، أعد معه برامج وخططًا لحماية البيئة وتنمية مختلف القطاعات.
وكان باكورة إنجازاته وضع الحجر الأساس لبيت عرمون البلدي الضخم والحديث في الثامن والعشرين من كانون الأول 2016 بعد تامين الأرض من مطرانية جونيه وتأجيرها بمبلغ رمزي.
هو حلم طالما راود الأهالي، نجحت البلدية في عهد صخر عازار من تحقيقه بعد استكمال المخططات الهندسية التفصيلية والدراسات الفنية وبعد إصدار القرارات التنظيمية.
فعلا البنيان وتكاتفت السواعد وأنجز بناء البيت، بعد تحويله من بيت قديم له امتداد تاريخي إلى قصر بلدي ذي طابع تراثي فريد زُيّن سطحه بالقرميد الأحمر وألبست جدرانه بالحجر القديم المصقول وبالقناطر والنوافذ والشرفات المسيّجة بالدربزون الحديدي، وهو يتربع موقعًا جغرافي مميزًا على تلة استراتيجية مشرفة على البحر.
يتألف البيت البلدي من طابقين، الأول سفلي قديم، أمام مدخله حديقة واسعة، تحمل اسم سيادة المطران أنطوان نبيل العنداري، في وسطها شجرة زيتون تربو إلى مئات السنين، وأشجار التوت.
وداخل الطابق السفلي، غرفة إنتظار ومكتب الرئيس، وقاعة إجتماعات المجلس البلدي بالإضافة إلى مكتب للمحاسبة وآخر للأرشيف والمحفوظات، مع مطبخ وتوابعه.
أما الطابق العلوي فمستحدث، فيه صالة واسعة للإحتفالات والمناسبات. وقد صمم له مدخل ذو طابع لبناني تراثي بقناطر تحيط بهوه الخارجي من الجهات الثلاث.
منذ أن تولّى صخر عازار الرئاسة، وعرمون تشهد تطورًا في كافة الميادين ولمستويات عدّة، بدءً بالتنمية البشرية، مرورًا ببنيتها التحتية وصولاً إلى الرياضة والفنون والثقافة. لم يترك مناسبة روحية أو وطنية أو اجتماعية إلا وأسهم في إحيائها.
في الإنماء نجح في مد شبكات حديثة للمياه وحفر بئر إرتوازية، إلى جانب ترقيم الشوارع والمنازل وفق المعايير العالمية.
وأولت البلدية في عهده، الشأن الصحي اهتمامًا خاصًا بالتعاون والتنسيق مباشرة مع وزير الصحة السابق غسان حاصباني. وقد جُهِّز مستوصف البلدة بالأدوية والمعدات الطبية من وزارة الصحة وبات مقصدًا لغالبية سكان فتوح كسروان.
تربويًا، إحتضن طلاب البلدة الناجحين في الإمتحانات الرسمية وكافأهم على جهودهم.
أمنيًا، إستحدث فريقًا للشرطة والأمن والسلامة العامة.
وإلى إحياء المهرجانات الفنية والثقافية والمناسبات الروحية، تبقى في جعبته سلّة من المشاريع الرائدة التي من شأنها أن تحيي البلدة وتعيد إليها ألقها وخصوصيتها.
أثبت صخر عازار في القول والعمل، أنّه علم من أعلام لبنان المتميزين بتنوّرهم وريادتهم ونشاطهم، وأن نشاطه كموج البحر لا يعرف السكينة والهدوء.
(إعداد: أنطوان فضّول)