كازينو لبنان
المرفق السياحي الأبرز في لبنان والأكثر نشاطًا وحيوية.
يبعد عن بيروت 22 كلم لجهة الشمال، ويعمل فيه ما لا يقل 1150 موظفًا.
أبصر النور في 17 كانون الأول 1959، في عهد الرئيس كميل شمعون.
في تلك الأمسية، أطلقت الأسهم النارية في الفضاء احتفاءً بافتتاحه. وفي الصباح التالي صدرت الصحف فتصدر الخبر صفحتها الأولى معلنًا "تدشين أكبر وأضخم مؤسسة سياحية في الشرق الأوسط".
في زمن ارتدى فيه لبنان ثوب سويسرا الشرق، احتل الكازينو موقعه على أجمل تلة خضراء دافئة رابضة على شاطئ البحر المتوسط، على مشارف خليج المعاملتين، متربعًا على عرشه يتأمل، ليل نهار، مدينة جونيه الرومنسية، وجبل حريصا الساحر.
أضواؤه تبهر عتمة الليل، وتبعث الأمل في النفوس القلقة وترسم الفرح على الوجوه المرهقة.
يشكل مع قلعة بعلبك ومغارة جعيتا مداميك هيكل السياحة اللبنانية، ويترك في الذاكرة اللبنانية ذكريات دافئة وأطياف عز وجاه. كما يعكس حيوية الشعب وعراقته.
يأخذك كل ما فيه من أضواء وأصداء إلى عالم السحر والحلم والمغامرات ويشدّك إلى عالمه الخاص.
واكب اللبنانيين على امتداد عقود النصف الثاني من القرن العشرين ولا يزال. عَبَرَ معهم دهاليز النكبات ونفق الحرب الأسود، ثم واكبهم ينفضون عنهم غبار الدمار، في التسعينيات، زمن الإعمار، يوم أعيدت الحياة إلى هندسته، والأضواء إلى أجزائه كافة في عهد الرئيس الياس الهراوي، في العام 1996.
لعب ولا يزال دورًا أساسيًا في الاقتصاد والسياحة والإنماء، فقد ساهمت عائداته بالنهوض بالقطاع السياحي وبانطلاقته وازدهاره. من عائدات الكازينو تم تأهيل قصر الأمير أمين ومغارة جعيتا وافتتح عشرات المكاتب السياحية في عدد من دول العالم لاسيما في لندن وباريس وروما.
نافس كازينوهات البحر المتوسط من مشرقه إلى مغربه، واستقطب جمهورًا واسعًا من الأمراء والرؤساء والأثرياء والهواة والمحترفين ورجال الأعمال العرب والأجانب والسيّاح من مختلف أقطار العالم إلى جانب اللبنانيين المقيمين والمغتربين.
إضافة إلى صالات القمار والألعاب اللاس فيغاسية، وناديه الليلي، هو واحة فنية وثقافية راقية وآخاذة، فيه مسرح ضخم، وصالة السفراء Salle des Ambassadeurs وقد تم تجهيزهما بأحدث ما توصل إليه العلم في حقل التكنولوجيا السمعية والبصرية.
المسرح وصالة السفراء هما من أضخم المنشآت في كازينو لبنان ومقامهما رفيع في عالم الرقص والاستعراضات الموسيقية والمسرحيات اللبنانية والعالمية.
من الاستعراضات:
منذ العام 1960 والكازينو يستقبل أضخم الاستعراضات العالمية.
البداية كانت مع المخرج العالمي تشارلز هانشيز. إحدى استعراضاته استمر عرضها طيلة ثلاث أعوام وثلاثة أشهر وحضره 562788 متفرج عرض 1183 مرة إنه الاستعراض الضخم MAIS OUI نجح هانشيز في جعله استعراض العصر.
الاستعراض الأول MAIS OUI تبعه استعراض HELLO للمخرج هانشيز الذي حشد أهم الطاقات الفنية في العالم وأشهر مصممي الرقص والديكور وأبرز كتاب السيناريو وأبرع التقنيين. شارك فيه 110 راقصًا وراقصة. يساعدهم 30 مساعدًا لارتداء ملابسهم. تولى الإضاءة 98 تقنيًا كما استخدمت حيوانات للمرة الأولى في تاريخ الاستعراضات منها فيلان وقردان ونمر و25 حصانًا. جعل ذلك من هذا الاستعراض استعراض العصر.
من أشهر الإستعراضات التي استضافها الكازينو في أول عهده:
مسرحه الراقي وصالاته الفسيحة لا تزال تتعاقب عليها أضخم الفرق المسرحيّة والاستعراضات ذات المستوى الدولي. وقد استقبل اهم الفرق الإستعراضية العالمية الأوروبية والأميركية وأشهرها. كما احتضن أضخم الاستعراضات وأجمل المسرحيات وأرقى الحفلات الغنائية.
في أيام العز كان يقدم قرابة الخمسين استعراضًا عالميًا سنويًا.
وصلت أصداء الكازينو إلى مكتب الرئيس الأميركي جون كينيدي فأرسل الفنانة الاستعراضية هيلين هايز وفرقتها إلى لبنان لعرض أبرز أعمالها على مسرح الكازينو.
زاره فنانون أميركيون وأوروبيون بارزون مثل هيو أوبراين وغلوريا سوانسون وزكاي سكوت وجين راسل وبيللا مونتي وهيلين هايز وجون فونتين وديوك النغتون ويول براينر والأخوة كارامازون وداليدا وجيلبار بيكو وجاك بريل وشارل ترينيه وساشا ديستيل وجولييت غريكو وداني توماس وأدامو ويوهان شتراوس وجوني هوليداي وخوليو إيغلاسياس وشارل أزنافور وقد أشارت مؤسسة "بيركلي" للاسطوانات أن شارل أزنافور احتاج إلى عشرين عامًا ليصل إلى القمة وقد وصل إليها بعد أن زار العالم وغنى في أعظم مسارحه وهي مسرح الأولمبيا في باريس وصالة الكارنجي هول في نيويورك ومسرح كازينو لبنان في بيروت.
ومن الفنانين العرب نذكر فريد الأطرش وثلاث راقصات مصريات قدّمن استعراضاتهن على مسرحه هن تحية كاريوكا ونجوى فؤاد وساميا جمال.
إلى مهرجانات التراث اللبناني، جرت فيه مباريات انتخاب ملكة جمال أوروبا بين السنتين 1960 و1965 وهي المرة الأولى التي تقام فيها هذه المباراة العالمية خارج اوروبا. وقد ضمت لجنة الحكام صحافيين وممثلين وكتاب محليين وعالميين بمن فيهم الكاتب جون بروس مؤلف أشهر القصص البوليسية وقد وضع كتابًا جرت أحداثه في كازينو لبنان.
كذلك نظمت فيه حفلات انتخاب ملكات جمال لبنان. وعلى مسرحه انتخبت جورجينا رزق ملكة، توجت لاحقًا في العام 1970 ملكة جمال الكون.
علاقته بالفنانين والمثقفين والمبدعين وثيقة. لقد فرش السجاد الأرجواني لمشاهير العالم واستضاف مئات الفنانين العالميين والعرب واللبنانيين.
إدارات الكازينو ومنذ تأسيسه تشجّع المبادرات الفنية العالمية والمحلية، كما وضعت المسرح وصالة السفراء في تصرف كل من يرغب في إنتاج عمل مسرحي استعراضي أو غنائي، في خطوة نحو تحريك العجلة الفنية المحلية لانعكاساتها الإيجابية على السياحة في لبنان. بذلك احتضن الكازينو أعمال فنانين لبنانيين من مختلف القطاعات التمثيلية والإخراجية والكتابية والغنائية والرقص والعزف والتأليف الموسيقي.
كازينو لبنان واحة ترفيه تنشط فيه العلاقات الاجتماعية بأبهى حلتها، وهو منجم عطاءات فنية وثقافية وخلية حياة اجتماعية نابضة وهو معلم سياحي مشرق، يضيء جبين السياحة اللبنانية ويثير الشعور بالبهجة والاعتزاز لدى اللبنانيين.