المقالة الخامسة والعشرون
علامات الأزمنة
متابعو خطبَ الحكّام، وهم قلّة، هل يروون غليلهم بالكلام الذي يسمعونه؟
هل تلامس المداخلات هواجسكم وهمومكم وتطلعاتكم؟
ليست الديمقراطية في اعتلاء المنابر، وفي الكلام والشتم.
بل هي ممارسة وروح وتقليد.
وهي قبل كل شيء، حرية، ليس فقط في التعبير، بل في الطيران خارج السرب أيضًا.
أي تابع لزعيم يتجرّأ على انتقاد أداء زعيمه؟
لم نسمع صوتًا واحدًا يراجع عمله ويقيّم ممارسته.
وكأنّ الحكّام كلَّهم، في الفترة الماضية، قاموا بواجبهم خير قيام، وأدوا رسالتهم خير تأدية.
لرجال الدولة علامات هي أشبه بعلامات الأزمنة
عندما يفصل الحاكم كليًا بين أعماله الشخصية ووظيفته في الحكم
عندما ينزوي بعد انتهاء ولايته في منزله ويترك الحكم لخلف له منتخب
عندما يخضع للقوانين أسوة بكل مواطن ويحاسَب ويحاكَم إن أخطأ
هذه العلامات الثلاث مفاتيح كل عهد نزيه ودولة ديمقراطية وحكم صالح يليق بتضحيات الشهداء وأحلام أبنائه.
(بقلم: أنطوان فضّول)