الدكتور سهيل منيمنة وجمعية "تراث بيروت"

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحية شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى الدكتور سهيل منيمنة رئيس جمعية "تراث بيروت" وجمعية "تراثنا بيروت".
حاز الجوائز والتنويهات على نشاطه الصحي. يحمل اليوم في قلبه ويديه همًا مزدوجًا: هم الإنسان المواطن بصحته وحقوقه وكرامته، وهمّ العاصمة بيروت بتراثها وريادتها وخصوصيتها.
لستة عقود عايشهما في سنوات الإزدهار وفي زمن الحرب وفي عهود الأحلام الضائعة والرؤى المتبخّرة، في مرحلة الإنهيار المالي والفوضى والبطالة والشلل والتلوّث على أنواعه والتدمير الممنهج بكل أشكاله.
جعل من تقاعده رافعة لحماية تراث بيروت، إذ بادر أولاً إلى تأسيس تجمع "تراث بيروت" في مطلع العام 2016 ثم جمعية "تراثنا بيروت" بعلم وخبر رقم 707، وبمشاركة أكثر من أربعين شخصية أكاديمية من المؤرخين والباحثين والكتّاب والأطباء والمهندسين والقانونيين والنشطاء في البيئة الثقافية والكشفية والمراكز الإجتماعية البيروتية وخبراء المقتنيات القديمة واللوحات التشكيلية الفنية.
أسرة من المحافظين على جمالية بيروت وملامحها الحضارية وتمايز تراثها وأصالته، لبّوا دعوة العاصمة لإحياء روحها وإنعاش حاضرها بمسحة من حنين.
وكرّت سبحة المبادرات والإنجازات: توثيق 361 مبنى قديمًا وتراثيًا بيروتيًا بالصور والهوية والموقع والحالة الراهنة، الإحتفال سنويًا بيوم تراث بيروت كحدث وطني يقام في السادس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، مساعدة طلاب كليات الهندسة والإعلام في مشاريع تخرّج محورها تاريخ بيروت وتراثها العمراني والفني والأدبي، تشجيع طلاب المدارس على زيارة المعالم التراثية، تبادل الخبرات والمعلومات مع مراكز البحوث التراثية الجامعية، بث مجموعة قيمة من الفيديوكليب عبر الإنترنت لبيروت وتراثها العمراني والموسيقي والثقافي والفني، رعاية حفل إطلاق العديد من مؤلفات تؤرّخ لبيروت وتراثها، تنظيم ندوات ومؤتمرات متعددة للتعريف بتراث بيروت الشعبي والمعماري وتنفيذ مقابلات إذاعية ومتلفزة على المحطات والقنوات المحلية والعربية، تمثيل لبنان في مؤتمرات إقليمية ودولية، وآخرها في المؤتمر الحضري العاشر الذي نظمته هيئة UN-Habitat التابعة للأمم المتحدة في أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر شباط / فبراير الفائت.
وضعت الجمعية شرحًا مفصلاً لمعالم مدينة بيروت التراثية ومشهديتها الغابرة وواقعها الحالي، وأضاءت على أسواقها وأبوابها وعمارتها وكل خلاياها الحضارية. عرّفت بأعلامها من خلال تراجم الأدباء والفنانين والمربين والمصلحين الاجتماعيين من رجال المدينة وسيداتها، خاصة مَنْ أُهمِلَت سيرتُهم ومسيرتهم ولم يستوفوا حقهم من التكريم.
قامت بنشر ومضات بيروتية عبر وسائل التواصل الإجتماعي من أخبار نادرة وصور ولوحات فنية وخرائط قديمة وفقرات المطبخ التراثي البيروتي والعملات الورقية والمعدنية وحكايات الأمثال والطرائف ووقائع الأيام البيروتية، وغيرها...
بقلب يعتصر ألمًا على مدينة فقدت وهجهها ووجهها بفعل عبث أبنائها والمسؤولين وإهمالهم، وبإرادة تأبى الرضوخ لأمر واقع خرج عن السيطرة.
إتّخذ الدكتور سهيل منيمنة وزملاؤه البيروتيون قرارهم وانطلقوا بمبادراتهم.
أرادوا أن يحفظوا لبيروت ألقها ويظهّروا سحرها لمجتمع اليوم وللأجيال القادمة.
(إعداد": أنطوان فضّول)