المقالة الثالثة والعشرون

هل يمكن إنقاذ لبنان بعد اليوم؟
هل يمكن استيلاد وطن موحد الهوية، لا وطنًا موزع الأهواء يتنازعه النصارى والمسلمون؟
وطن له حدود، لا وطنًا حدوده الريح من جهاته الأربع؟
وطن الرؤية فيه واضحة والمستقبل فيه مضمون، لا وطنًا يلفه الضباب وتتعطل فيه الرؤية ولا يوحي بالإطمئنان؟
وطن له من يملكه ويحميه، لا وطنًا مباحًا ومستباحًا، سياسيوه برسم الإيجار؟
وطن يقدّس الحرية، لا وطنًا يرفع العبيد والأتباع ويضيق صدره بكل نسيم يحمل عبير الحرية؟
وطن فيه دولة عادلة قادرة تُحترم وتُهاب، لا وطنًا فيه دولة لا يخشاها أحد، مختزلة في أشخاص زعمائها؟
وطن أساسه الصدق والصراحة والإستقامة والمحبة والكرامة والإخلاص والوفاء، لا وطنًا أساسه الكذب والنفاق والتكاذب والمراوغة والتباغض والرياء؟
وطن يسمو فوق الطائفية والمذهبية والإتنية. لا وطنًا موقوفًا على اسم موسى وعيسى ومحمد؟
وطن لا يقتل الأخ فيه أخاه. لا وطنًا يقتل أبناؤه بعضهم البعض الآخر مباشرة أو بالواسطة؟
هل يمكن بناء وطن بعد اليوم، تُحترم فيه الكفايات وتُقدّر الجهود والخبرات، على أنقاض وطن رأس الكفاية فيه الإستزلام والتبعية وهو يقدّم الجاهلين ويكرّم الفاجرين والفاسدين؟
(بقلم: أنطوان فضّول)