المقالة الثانية
وتستمر الاستشارات غير الملزمة بعد انتخاب الرئيس العماد جوزاف عون وتكليف دولة الرئيس نوّاف سلام تأليف أولى حكومات العهد الجديد.
الخطاب الرئاسي الذي أطلقه العماد عون وكلمة القاضي سلام بعد التكليف، أصداؤهما تركت أعمق الأثر في نفوس اللبنانيين.
الكلام واضح، الرسالة جليّة،
أهم ما فيهما، توحيد السلاح، تنزيه القضاء، مكافحة الفساد.
يكفي أن يطبّق العهد هذه الثلاثية حتى يدخل خلود التاريخ.
فهي ثلاثية مستحيلة التطبيق في لبنان.
عندكسر هذه الإستحالة، يمكن أن ننام وأبواب منازلنا مفتوحة، فكبار السارقين تكون قد قطعت يدهم،
كم بالحري أولئك الموظفين الصغار الذين يعيثون فسادًا في دوائر الوزارات والإدارات العامة،
وكم بالحري أولئك الذين يتاجرون بالممنوعات، يخطفون الميسورين بيننا لابتزاز عائلاتهم، يتغلغلون حول أملاكنا يسرقون السيارات وقوارير الغاز، يدخلون منازلنا يبحثون عن مجوهراتنا وما في داخل جيوبنا وأدراج خزاناتنا من أوراق نقدية.
لكن، إن تمّ تنفيذ بعض ما ورد في هذين الخطابين وأهمل البعض الآخر، فكأن الخطابين بأكملهما لم يطبّقا. لأن وعد الحر دين، والدين إما أن يدفعَ كاملاً، أو كأنّ شيئًا منه لم يدفع.