حسين يتيم

تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى النائب السابق د. حسين يتيم
منذ نشاته والسياسة رفيق دربه. من منزله الوالدي عايش تفاصيلها، وقد شهد ولادة بعض فصولها، حيث كان عمو دولة الرئيس الدكتور ألبير يسجّل المواقف الوطنية ويسخى بالتضحيات في سبيل استقلال لبنان وتحرير أرضه ووحدته وسيادته. كما كرّس والده نشاطاً واسعًا في خدمة الناس وحاجاتهم الادارية والقانونية والانسانية.
الى جانب تنشئة عائلية ذات تجذر وطني، أتت ثقافته المنفتحة على القيم الانسانية لتتفتح براعمها في أحضان مدرسة الليسيه أولا والفرير ثانيا فجامعة القديس يوسف، ولاحقًا في جامعة هارفرد حاضرة الفكر الليبرالي وملتقى التقاطع الدولي في زمن الحرب الباردة وجو التفرقة الدولية والانقسامات حول المفاهيم والقيم والعقائد.
حائز وسام المعارف من الدرجة الاولى بمرسوم جمهوري ويحمل درع رجل العام 2002، والدرع الذهبي للعام 2010 من المعهد الأميركي المتخصص بسيرة الشخصيات.
ولد في الجنوب اللبناني وعايش مأساته منذ قيام دولة اسرائيل عام 1948. وذذاك اقتنع أن الصراع مع اسرائيل هو صراع بين الصهيونية العالمية والعالم العربي، وهو صراع بين العلم والجهل، بين التقدّم والتخلّف، فقرر المقاومة بالحرف والقلم والعلم والعمل. أنهى تخصصه الجامعي بين لبنان ومصر، حائزاً دكتوراه دولة في التاريخ واجازة في الأدب العربي من جامعة القاهرة، واجازة في التاريخ ودبلوم الدراسات العليا في التربية من جامعة بيروت العربية.
يجيد اللغتين الفرنسية والانكليزية، فضلاً عن اللغة العربية.
وفي قريته الجنوبية تعلّم القرآن الكريم في كتّاب الضيعة، منذ طفولته. ثم انتقل الى الكلية العاملية في بيروت حيث تخرج منها طالبًا في البكالوريا. عايش القضايا العربية وأهمها القضية الفلسطينية وحرب السويس عام 1956، والحرب الأهلية في لبنان، ومسائل ذات صلة بازمات الشرق الأوسط وأولها البترول. ثم حروب اسرائيل على لبنان، وقيام المقاومة، وتحرير الجنوب، في العام 2000م. واكب عصر الناصرية والبعث والتحولات التي عاشتها الأمة في تلك المرحلة الدقيقة وعاين العالم العربي في لحظات الانكسار والهزائم كما في محطات النهوض والصمود.
واكب المتغيرات في مسقط رأسه كفردونين، على امتداد النصف الأخير من القرن العشرين ووقف معها على مشارف القرن الواحد والعشرين عاملاً على النهوض بها ثقافيًا وتربويًا واجتماعيًا وسياسيًا من خلال النادي الاجتماعي والمجلس البلدي وسائر الفعاليات والنشطاء في البلدة. وفي مراحل السلام والاعمار كان احد الرواد الساهرين على دفع البلدة نحو التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ففتح مدارس المعهد العربي في بيروت للأيتام بالمجان. وأما في فترات التهجير والنزوح فقد فتح مدارسه لايواء النازحين والمهجرين والعناية بهم ايواءً صحيًا واجتماعيًا.
على مستوى الجنوب عموماً، ساهم مع النهوضيين في فتح المجتمع العاملي فرصة مواكبة العصر وفتح الآفاق أمام شبابه من خلال تقديم المنح المدرسية والمساعدات الاجتماعية لطلاب العلم والعمل من أبناء الشهجاء والأيتام والمعوزين. وظل الجنوب اللبناني هاجسه بالحنين اليه، وبالسعي الدائم انصرة قضاياه، وتنمية أوضاعه وتحرير أرضه من الاحتلال الصهيوني وذلك من خلال المقاومة الثقافية والتربوية. وكان من بين طلابه شهداء ومجاهجون عديدون، ومن بين معلمي مدارس المعهد العربي كان الشهيد "أمين سعد" (الأخضر العربي)، قيدوم شهداء الجنوب وعميدهم.
انتسب الى عضوية "المجلس الثقافي للبنان الجنوبي" في الثمانينات، وأسس "جمعية الاصلاح والرعاية الاجتماعية" فساهم في دعم صمود المواطنين في بيروت التي هي عاصمة لبنان ومنارته، وعمل على تنظيم شؤونهم الحياتية والاجتماعية والتربوية. واعتبر الدكتور يتيم أن بيروت هي مرضعة ثقافته، وهي محرابة وساحته في العلم والعمل والترقي، في كل مسارات حياته.
لقد اتخذ الدكتور يتيم من بيروت مقراً دائمًا لاقامته منذ نزوحه الى العاصمة في العام 1940. وفي العاصمة بيروت، أبى الا أن يكون في عمق الحركة النهوضية البيروتية. لقد اعتبر أن بيروت هي أم الدنيا وانها قلب لبنان النابض وقلب العروبة الناهض، وانها رافد المقاومة الأول للتحرير ومناهضة اسرائيل. وقد جذبته منطقة زقاق البلاط اليها لأنها كانت البيئة العلمية الأولى التي قامت فيها المدارس العريقة كحوض الولاية والبطريركية والمقاصد والانجيلية والقديس يوسف والحكمة وراهبات المحبة والليسيه والمعنية الى كثير من الكتاتيب الأولى. ترأس رابطة آل يتيم الاجتماعية، فجمع أبناء عائلته، وواكب افرادها بشؤونهم وشجونهم، وعبّد الطريق أمام مستقبل شبابها، قائمًا بخدماتهم ومشدداً على وجوب اندماجهم في مجتمع العلم والعمل.
ومنذ الخمسينيات ظل يحمل لواء النهوض التربوي والعلمي في لبنان. أسس المدرسة الام في سلسلة مدارسه: "المعهد العربي" في زقاق البلاط في بيروت عام 1958. ومنه تفرعت عدة مدارس أكاديمية ومهنية عملت على صهر الأجيال الجنوبية العاملية والبقاعية والساحلية، مع أجيال بيروت،اجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا. وباعتبار أن لبنان غدا لؤلؤة العرب ومدرستهم، تولدت في عقل هذا الرجل قناعة هي تعزيز التربية وتكوين الموارد البشرية بالأدمغة الخلاقة ومواكبة عصر العولمة في تكنولوجيا العلوم والمعلوماتية.
ولطالما حارب الايديولوجيات المتطرفة والعصبيات المدذهبية والدينية والعرقية. فالدين عنده المعاملة وهي التي تستوحي السلوك من القيم الأخلاقية والحضارية. وهكذا قامت رسالته التربوية من ثقافة الاعتدال والرؤية الحضارية لفكرة المواطنة الصالحة.
هذه القناعة أثمرت مؤسسات تربوية وفكرية هي مؤسسات المعهد العربي التربوية التي برزت على الساحة اللبنانية واحتلت موقعها بين الصروح التربوية العريقة التي عُرف بها لبنان. ومنذ اللحظات الأولى لاطلاق هذه المؤسسات، تهافت الطلاب على مدارسه ينهلون منها العلوم الحديثة على قاعدة:"وبالتربية نبني".
ومن الواضخ أن ثباته المنهجي وجديته في تحدي الأزمات العصيبة جعلته يتحمل وزر تداعيات الأحداث الأمنية من خسائر في البنى المدرسية نتيجة الحروب الاسرائيلية والأهلية. على أن ايمانه بالعمل التربوي لصناعة الانسان كان من أهم الأسباب في بروز موقعه المتقدم في رسالة التربية والتعليم في لبنان منذ العام 1952، تاريخ نهوضه بالعمل التربوي.
وتحت مظلة "جمعية الاصلاح والرعاية الاجتماعية" التي أسسها، أقام مؤسسات المعهد العربي التربوية وهي التالية: ثانوية العربية ومدرسة لبنان الأخضر ومدرسة دار الحنان وحضانة فردوس الاطفال وثانوية ابن عربي المسائية والمعهد العربي للعلوم المهنية AVI ومعهد الحسين بن علي HBA والأكاديمية الاميركية للعلوم التقنية ATA ومركز اوكسفورد للغات Oxford Language ومركز الارشاد والتوجيه ومعهد المعلوماتية والفنون التقنية CTC واكاديمية فينوس للتجميل Venus Academy ومعهد العلوم الفندقية ومعهد العلوم التمريضية ودار المعهد العربي للنشر ومجلة "العربي" وجمعية متخرجي وقدامى المعهد العربي والمنبر الثقافي العربي ومعهد الاعلام والصحافة.
هذه المؤسسات التي تمكنت من ان تواكب مسيرة العلم في العاصمة، جعلته يستحق صفة زميل تربوي معتمد لكبرى الشركات العالمية وهي "شركة مايكروسوفت العالمية" عام 2005، وصفة زميل تربوي تُعتمد مدارسه كمراكز امتحانات دولية مع شركة CERTIPORTالأميركية وشركةPROMETRIC الأميركية.
الدكتور حسين يتيم رجل أكاديمي بامتياز، دخل ميدان التربية معلماً كبيراً منذ باكورة عمره العملي. انه ذو رؤية متكاملة لما يجب ان يقوم عليه وطن رائد يهتم بصناعة الانسان ويصدّره الى مجتمع المشرق والمغرب. لكأنّ جيناته يوم ولد، حملت بذور التربية والتعليم والاستقامة، والاعتدال والنضوج. فالى كونه استاذاً محاضراً في الجامعة اللبنانية والجامعة الاسلامية، كان أحد كوادر التعليم والادارة في مدارس الجمعية العاملية منذ العام 1952. وهو مؤسس مدارس المعهد العربي التربوية في العام 1958، وبهذا يكون يوبيله الذهبي قد كتب في العام 2008. مارس التعليم بكفاءة مميزة على مستوى المدارس والجامعات. وبوحي ثقافته وكفاءته وخبرته، عرف أصول الدارة التربوية، وعرف كيف يخاطب الاجيال الجامعية الشابة بلغة العقل والعصر، عاملاً على الأخذ بيدها الى المستقبل الأفضل، جاهداً في كشف الحقائق التاريخية والاجتماعية والثقافية لدور لبنان الرائد في عالمه العربي والمشرقي والعالمي.
لقد ساهم في ادخال البرامج العصرية الى المناهج التربوية في لبنان، وعمل مع التربويين الصلحاء على النهوض به من بين ركام الحرب. وذلك من خلال عضويته في لجنة التربية البرلمانية ثم رئاسته لنقابة المدارس الخاصة في لبنان وعضويته التأسيسية في اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان، وأخيراً بفضل علاقاته مع المؤسسات الدولية.؟
نشط على أكثر من صعيد وميدان، وانتسب الى جمعيات عدة، صبت نشاطها في سبيل رقي المجتمع وتطويره ومكافحة التخلف فيه. وفي هذا الاطار شارك في تجمع لبنان الواحد في دار الندوة في رأس بيروت، وفي الجبهة الموحدة لرأس بيروت، وفي جمعية خريجي جامعة بيروت العربية، وفي الجمعية الاسلامية للتخصص والتوجيه العلمي، وفي مجلس ادارة جمال تراست بنك. وعضواً في اتحاد الكتاب اللبنانيين، ومجلس الأمناء، وعضواً في الحركة الثقافية في لبنان، وعضواً في مجلس ادارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي عن نقابات المهن الحرة عام 1988، ورئيسًا فخريًا ومؤسسًا للجنة تخليد الفنان المبدع "شوشو" عام 2010، مع الدكتور فاروق الجمال. وبسبب دوره الوطني زمن الحرب الأهلية وتعاطفه مع قضايا الناس، قام بزيارة رسمية الى دولة ارمينيا سنة 1984 بدعوة كريمة من الحكومة الارمينية.
عام 1985 انتخب نقيبًا لنقابة أصحاب المدارس الخاصة في لبنان. فلعب دوراً مميزاً في انقاذ المدارس الخاصة مما أحاط بها من أضرار به بسبب الحرب وانهيار الدولة واستفحال الفوضى في مختلف القطاعات على امتداد رقعة الوطن. وأقام صلات ناجحة عبر المتاريس بين جميع مدارس بيروت، متعاونًا مع المرحوم المونسنيور اغناطيوس مارون الأمين العام للمدارس الكاثوليكية والأب الدكتور مروان تابت ثم الأب بطرس عازار.
له العديد من المؤلفات والمحاضرات والمقالات والبحوث والخطب والرسائل والمقالات والمواقف، ظهرت كلها في الكتب والمجلات والصحف والدوريات اللبنانية والعربية ما يظهر شخصيته الموسوعية في مجتمع لبناني يحتاج الى ذوي العقول المفتوحة في زمن تزحف فيه الثقافة الصهيونية على العالم العربي بعد أن عملت على تحريف ثقافة المجتمع الدولي.
وفي زمن المد القومي في الخمسينيات انخرط مناضلاً في فكر البعث كعقيدة قومية. وبعد فشل الحركة القومية في لبنان العالم العربي، بما فيها حزب البعث، انتظم في "حركة أمل" مع الامام موسى الصدر من أجل لبنان الواحد النهائي، وتحقيق العدالة الاجتماعية وحقوق المواطنين المحرومين، متأثراً بفكر هذا الامام النهضوي المجدد. ولأنه كان مأخوذاً بحس المسؤولية تجاه مجتمع لبناني يعاني من الحرمان ويتكبد التضحيات في مقاومة اسرائيل اتخذ قراراً محوره لبنان الوطن النهضوي السيد المستقل الجنوبي من واقع متخلف عانى من الاقطاع السياسي الى واقع فاعل في مختلف الميادين والقطاعات الوطنية والاجتماعية.
وعند ولادة "المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى"، كان أحد أعضائه المؤسسين. وعند انطلاقة حركة "أمل" كتنظيم سياسي اصلاحي، كان أحد أركانها المؤسسين أيضًا، وأحد أبرز مستشاريها السياسيين. وخلال الحرب الأهلية، عمل جاهداً على توحيد الصف الوطني، قافزاً فوق السواتر والمخاطر، مواسيًا المنكوبين، ناقلاً رسائل الوفاق بين مختلف القيادات السياسية والحزبية والأمنية، ساعيًا الى اعادة المخطوفين الى ذويهم. يومذاك كلّفه رئيس حركة أمل نبيه بري بمهمات حوار ونقل رسائل الى الرؤساء الياس سركيس وبشير الجميل وأمين الجميل وجورج سعادة وياسر عرفات وسائر المرجعيات الوطنية والفلسطينية، تركت آثارها الطيبة الصراع.
تأثر عميقًا بشخصية الامام موسى الصدر فرافقه في مسيرته الاصلاحية، يستلهم منه الحكمة ويلتزم خطه وتوجيهاته. وقد بادله الامام الاحترام والثقة وأسند اليه دوراً مميزاً في العاصمة بيروت، وأوكله المهمات الوطنية والاجتماعية، واشركه في الوفود الى باريس ثم الى القاهرة، ورافقه في رحلته لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر في العام 1968.
ويوم اخفاء الامام الصدر في ليبيا كان في عداد الذين حملوا لواء كشف الحقيقة عن هذه الجريمة النكراء رغم ما يحف بها من مخاطر. وفي هذا الاطار كلفه المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى مع الدكتور حسين كنعان زيارة الأمين العام للأمم المتحدة كورت فالدهايم والمركز الكاثوليكي في نيويورك. وفي العام 1983 كان رئيسًا لوفد "حركة أمل" الى لقاء منظمة المؤتمر الاسلامي المنعقد في الدار البيضاء لطرح هذه القضية الدولية. وجدير بالذكر أن الدكتور يتيم قد حذر الامام الصدر من مغبة سفره الى ليبيا قبل مغادرته بساعات مستنكفًا عن مشاركته في هذه الرحلة.
وكما بقي وفيًا لقضية الامام المغيب، ظل التزامه ثابتًا بقضية الجنوب، وقد أوصلها الى المنابر الدولية حيث كان من البارزين في وفد "حركة أمل" الى فرنسا والولايات المتحدة في العام 1984، لبحث موضوع الجنوب اللبناني مع المسؤولين الفرنسيين والأميركيين موفداً من قبل حركة أمل. أما قضايا العرب فقد أخذت بدورها حيزاً كبيراً من نشاطه السياسي. فالى كونه رجلاً تميز بالوعي السياسي والقراءة المسبقة للتطورات، اسهم في تظهير رؤية عربية متكاملة للقضية الفلسطينية بخاصة وقضايا الشرق الاوسط بعامة. وقد اظهر هذا الحرص من موقعه كضيف زائر في برنامج الزوار العرب الى الولايات المتحدة بدعوة من وزارة الخارجية الاميركية في العام 1993، وكعضو في الوفد النيابي الى مؤتمر البرلمانيين لحوض المتوسط في مالطا في العام 1999. وجدير بالذكر أنه قارع اللوبيات الصهيونية بالحجة التاريخية والسياسية طيلة رحلاته وزياراته في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبلجيكا. وأخيراً كان رئيس الوفد البرلماني الى عمان في مؤتمر البرلمانيين العرب متكلماًا باسم لبنان.
ولقد أصابته شظايا الحرب اللبنانية التي نخرت جسد الوطن الصغير، فتعرض للاغتيال والاعتقال عدة مرات، وتكبد أضراراً فادحة في مدارسه ومنزله لاسيما في الضاحية دخل البرلمان في العام 1996 نائبًا منتخبًا عن بيروت في كتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اثر اتفاق تاريخي بين الرئيسين بري والحريري، يكون هو نائبًا عن بيروت والسيدة بهية الحريري نائبًا عن الجنوب. وفي المجلس النيابي انتخب عضواً في أربع لجان برلمانية هي: التربية النيابية، والشؤون الخارجية، وحقوق الانسان، والصداقة اللبنانية الافريقية، كان فيها عضواً مشاركاً وفعالاً في صياغة مشاريع القوانين الصادرة. وهو الذي كشف في خطاب له في مجلس النواب عن كتب التاريخ الأجنبية التي زورت قضية فلسطين وأعطت الحق لليهود بانشاء دولة اسرائيل.
بعد لقاء الطائف ترك التنظيمم الحركي في حركة أمل، وانصرف الى دوره التربوي والوطني والقومي والاجتماعي بدون أي التزام حزبي تنظيمي، محتفظاً بفكر الامام موسى الصدر، ومحافظاً على علاقته التاريخية. وهو لطالما حظي بثقة الرئيس الشهيد الحريري الذي كان يردد:"أن حسين يتيم قام بدور النائب الكفؤ والشريف في كتلة قرار بيروت"، وهذا ما أكده بدوره، الرئيس نبيه بري. وجدير بالذكر أن الدكتور يتيم حذَّر الرئيس الحريري من مخاطر اغتياله قبل عامين على حصول هذه الجريمة الدولية، التي أدت الى خلل سياسي في لبنان ودنيا العرب.
حظي الدكتور يتيم بثقة رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام العلًامة المغفور له الشيخ محمد مهدي شمس الدين ولا يزال يحظى بثقة الامام الجليل الشيخ عبد الأمير قبلان، وسماحة المرجع المغفور له السيد محمد حسين فضل الله، وسماحة قائد المقاومة السيد حسن نصر الله، وهو يحظى أيضًا بثقة مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور الشيخ محمد رشيد قباني وكان سابقًا يحظى بثقة المغفور له المرحوم الشهيد المفتي الشيخ حسن خالد. وهو حظى أيضًا بثقة غبطة البطريرك صفير والبطريرك الراعي. وكان من زوارهما الدائمين. وحظي بثقة متروبوليت بيروت المطران الياس عوده ومطران بيروت بولس مطر وكاثوليكوس الأرمن في لبنان غبطة البطريرك آرام الأول كيشيشيان والمطران خاتشريان والمرحوم المطران خليل أبي نادر، وعلاقة وثيقة بوليد جنبلاط.

(إعداد: أنطوان فضّول)