غسّان سكاف

في إطار برنامج أعلام من بلاد الأرز، تحيّة شكر وتقدير من أنطوان فضّول إلى سعادة النائب البروفسور غسان سليمان سكاف
نائب في البرلمان اللبناني، دخل الندوة البرلمانية في انتخابات دورة 2022.
بروفسور في جراحة الأعصاب والدماغ والعمود الفقري
تقديرًا لشخصه المعطاء، حصد عددًا من الأوسمة والتنويهات، بما فيها وسام الشرف من جمهورية مكسيكو.
متأهل من ميسم يونس ولهما ثلاثة أولاد: فيليب وباتريك ورالف.
درس الطب في الجامعة اليسوعية في بيروت، وتخرج طبيبًا في السنة 1988، ثم بدأ تخصصه في جراحة الأعصاب والدماغ والعمود الفقري في كل من جامعات كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وكليفلند كلينيك في أوهايو، وتورنتو في كندا.
حائز البورد الأميركي والزمالة الملكية الكندية في جراحة الأعصاب والدماغ والعمود الفقري.
لم يدع لحظة في حياته تذهب هدرًا، بل دفعته جدّيته في تعاطيه مع واقع الحياة إلى تسريع وتيرة حياته وتنظيم أمورها. وقد حافظ على هذه الحيوية طوال مسيرته.
عاد إلى لبنان متوّجًا مسيرته الجامعية برتبة البروفسور، وحمل معه روح العصر ليساهم بعلمه وخبرته في تطوير الخدمة الطبية والاستشفائية.
شارك في مؤتمرات دولية عدّة.
حاضر في جامعات أميركا ومستشفياتها وفي معظم المدن الأوروبية والعربية.
محاضر عميق المعرفة، واسع الاطلاع، علمي الرؤية.
أصدر سلسلة كتابات ومقالات ودراسات علمية طبية في جراحة الدماغ والعمود الفقري والنخاع الشوكي والشلل الرباعي، منها ما هو منشور في مراجع عالمية.
كذلك أجرى أبحاثًا مهمة، وألقى محاضرات قيّمة، وساهم من خلال خبرته وسعة اطلاعه في تطوير القطاع الإستشفائي اللبناني.
في استعراض المدن التي زارها والدول الأجنبية التي استضافته محاضرًا، تتضح معالم الطبيب الرائد الذي تميّز أداؤه وارتقى إلى المستوى العالمي، وعَبَر الآفاق الدولية، مقتحمًا الحدود على أنواعها من جغرافية وسياسية وإثنية ودينية.
لم يقف عند حدود ما ناله من ثقافة وعلم وخبرة، بل حمله تَعَطُّشُه إلى المعرفة على البقاء على تماس دائم مع آخر اكتشافات العصر وأحدث النظريات العلمية والمستجدات على ساحة العلوم الطبية والاستشفائية والتمريضية.
خبرته في حقل الجراحة جعلت منه أحد أعمدة النهوض بهذا القطاع ورفع مستوى المعالجة الطبية في لبنان عموما.
قبل الغوص في ملامح ريادته في عالم الطب والجراحة، تستوقفنا تلك الإهتمامات الوطنية والإنسانية، حيث شارك في إنشاء جمعيات علمية وصحية واجتماعية وترأس عددًا منها.
خارج إطار النشاط الطبي، عُرف بمبادراته الاجتماعية والتربوية، وأطلق العديد من البرامج الإنمائية والثقافية.
مع تحصّنه بالعلم وتملكه مفاتيح الثقافة المعاصرة، تمسّك بالقيم والمبادئ والتقاليد الأصيلة.
ومع تعاطيه بموضوعية مع المسألة اللبنانية وتداعيات الحرب على الكيان اللبناني، تبنّى المنهجية المقاومة لظواهر الاستسلام والانهزام والإحباط، وصولاً إلى ترشّحه للإنتخابات النيابية في السنة 2018، وفوزه في انتخابات 2022.
كانت لمساهماته، لا سيما على مستوى متابعة القضايا الاجتماعية، الترجمة الحقيقية لحسّه الوطني واندفاعه القومي.
منذ السنة 2003، ترأس رابطة آل سكاف في لبنان والمهجر التي تهتم بمتابعة شؤون أفراد العائلة وتنظيم الروابط فيما بينهم، فوقف على تماس مباشر مع أوضاعهم الاجتماعية بنوع خاص وبادر مع أهل الخير للمساعدة في تعبيد الطريق أمام الجميع نحو مستقبل مستقر وزاهر.
يتصف بحيوية كبيرة ومقدرة على إيجاد سبل لحل المشاكل الجمّة التي يواجهها أبناء مجتمعه في هذه الظروف الصعبة. مصداقيته واتساع شبكة علاقاته العامة خدمتا عائلة آل سكاف في العديد من النواحي. وهو منذ اللحظة التي تسلّم فيها مهامه في الرابطة، كان حريصًا على تحريرها من كل القيود التي تؤخر في تقدّم أبنائها.
أما في حقل الطب، فقد مارس الجراحة الطبية في الجامعة اليسوعية في لبنان وفي كبرى الجامعات الأميركية والكندية قبل أن ينضم إلى الجسم الطبّي في الجامعة الأميركية، ويصبح عنوان الطبابة في العاصمة بيروت بأسرها، بعد أن أحدث ما يشبه الثورة العلمية، وأثبت ريادته، وصار مصدر ثقة ومرجع خبرة وعالمًا متمرسًا في هذا الميدان الدقيق والحسّاس.
مسيرة سجّلها الجرّاح اللبناني العالمي الرائد على طريق إحياء السياحة الإستشفائية وتحويل لبنان إلى مستشفى الشرق الأوسط. لا بل تخطت شهرته الحدود اللبنانية لتلامس الآفاق العربية والعالمية.
ترشّح لمركز نقيب الأطباء قبل أن ينتخب منذ السنة 2010، عضوًا في النقابة لدورتين متتاليتين. وترأس لجنتها العلمية ومجلسها التأديبي.
عاش الطب رسالةً وأعطاه بُعدًا وطنيًا ومنحه واقعًا نهضويًا.
اما رسالة الطب فحضرت لديه من خلال معاطاته مع مرضاه وبالأخص فقراء الحال منهم.
أما البعد الوطني فتبلور في هذا التحوّل الكبير الذي شهده الطب في بلادنا بتأثير من شخصه ونشاطه وحضوره الميداني.
لقد ارتبطت النهضة الاستشفائية في لبنان ارتباطًا وثيقًا بالبروفسور سكاف لاسيما بعدما أسندت إليه منذ السنة 2006 وحتى تاريخه رئاسة قسم جراحة الأعصاب والدماغ والعمود الفقري في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.
له اليد الطولى في إدخال تقنيات جراحية حديثة إلى لبنان والعمل من أجل مواكبة العصر وتطور العلوم فيه... وثمة عمليات جراحية عدّة كان الرائد في إجرائها في لبنان. كما أنه لم يتوان عن القيام بعمليات جراحية صعبة وخطرة منقذًا حياة الكثيرين وجاهدًا في العناية بنوع خاص بجرحى الأحداث الأمنية ومصابيها.
في السنة 2000 أجرى أول جراحة بالمنظار للعمود الفقري في لبنان. كما قام بجراحة زرع ديسك اصطناعي في العنق هي الأولى في الشرق الأوسط.
أرشيف الجامعة الأميركية يشير إلى عشرات من شخصيات الصف الأول في العالم العربي وأفريقيا، قصدوه لعمليات جراحية شديدة الصعوبة والدقة، منهم ملوك وأمراء وأميرات ورؤساء ووزراء ونواب وكبار المسؤولين، وأبرقوا إليه رسائل شكر بعدما أنقذهم من شلل محتم ومرض عضال.
(إعداد: أنطوان فضّول)